ترحيب

إِذا شئتَ أن تحيا سليماً من الأذى ... وديُنك موفوراً وعْرِضُكَ صينُ

فلا ينطقنْ منكَ اللسانُ بَسوْأةٍ ... فكلك سَوْءاتٌ وللناسِ أعينُ

وعينُكَ إِن أبدتْ إِليك معايباً ... فصُنْها وقُلْ يا عينُ للناسِ أعينُ

وعاشرْ بمعروفٍ وسامحْ من اعتدى ... ودافعْ ولكن بالتي هي أَحْسَنُ

الشافعي


الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

الفصل الثالث - الفوائد المأخوذة من الآحاديث الشريفة والحكم المأثورة




الفصل الثالث
الفوائد المأخوذة من الآحاديث الشريفة والحكم المأثورة

الصلاة

    لما كانت الصلاة من أهم الأركان أريد أن أستهل الفصل بما جاء فى الترغيب فى أدائها على الوجه المطلوب معززاً ذلك بالآحاديث الشريفة التى وردت فى الصحاح وغيرها من أمهات كتب الحديث كما سيجد القارىء .
    إن الصلاة هى ركن الدين وعماده المتين وعنوان الأستقامة ومثال الكمال وباب التقوى ومعنى الاخلاص وشمس الهداية وكوكب السعادة ونور الايمان ومنبع العرفان ومجلبة الاحسان ومظهر الاسلام وهى تنقى صحيفة المسلم من الذنوب كالمغتسل فى النهر مراراً وهى تزيل ما اقترفه الانسان من الخطايا وتغسل أدران المعاصى وتطفى نار غضب الرب تبارك وتعالى، ومن حافظ عليها اوصلته إلى درجة الصديقين والشهداءوالصالحين والمصلى تنحات خطاياه كما تقع أوراق الشجر البالية المصغرة، الصلاة هى عنوان العبد الصالح أو الطالح لأنها أفضل الأعمال وهى أول ما يحاسب عليه العبد .
الصلوات الخمس كفارة لما بينها:

-  َعنْ أَبي هُرَيْرةٍ رضي اللَّه عنْهُ قَال : سمِعْتُ رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: ( أَرأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْراً بِباب أَحَدِكم يغْتَسِلُ مِنْه كُلَّ يَوْمٍ خَمْس مرَّاتٍ، هلْ يبْقى مِنْ دَرَنِهِ شَيءٌ؟) قالُوا: لا يبْقَى مِنْ درنِهِ شَيْء، قَال: ( فذلكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ، يمْحُو اللَّه بهِنَّ الخطَايا )[1] .
-  وعنْ جَابِرٍ رَضيَ اللَّه عنهُ قال : قال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: ( مثَلُ الصَّلواتِ الخَمْسِ كمثَلِ نهْرٍ غمْرٍ جارٍ عَلى باب أَحَدِكُم يغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خمْسَ مرَّاتٍ)[2] .
- وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُم الفَجْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُم الظُّهْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُم العَصْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُم المَغْرِبَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلّيْتُم العِشَاءَ غَسَلَتْهَا ُثُمَّ تَنَامُونَ فَلا يُكْتَب عَلَيْكُمْ حَتَّى تَسْتَيْقِظُوا)[3].  
الشرح ( تحترقون) أى تكثرون من ارتكاب الذبوب وتقترفون ما يحبط أعمالكم الصالحة حتى تذهبوا حسناتكم وتكون صحائفكم كالمحروقة ( غسلتها) فإذا صليتم الفريضة أزالت هذه الخطايا ورجعت صحيفتكم طاهرة نقية .
- عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا يُنَادِي عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ: يَا بَنِي آدَمَ، قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَأَطْفِئُوهَا بِالصَّلاةِ فأطفئوا ما أوقدتم على انفسكم فيقومون فيتطهرون ويصلون الظهر فيغفر لهم ما بينهما فإذا حضرت العصر فمثل ذلك فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك فإذا حضرت العتمة فمثل ذلك فينامون فمدلج فى خير ومدلج فى شر)[4] .
فضل الصلوات الخمس
- عن عمر بن مرة الجهنى رضى الله عنه قال : جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ الزَّكَاةَ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَقُمْتُهُ، فَمِمَّنْ أَنَا؟، قَالَ: "مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ")[5] .
- عن أبى مسلم التفلى قال: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ وَهُوَ يَتَفَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، وَيَدْفِنُ الْقَمْلَ فِي الْحَصَى، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ  إِنَّ رَجُلًا حَدَّثَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَه، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَا مَشَتْ إِلَيْهِ رِجْلُهُ، وَقَبَضَتْ عَلَيْهِ يَدَاهُ، وَسَمِعَتْ إِلَيْهِ أُذُنَاهُ، وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ عَيْنَاهُ، وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ سُوءٍ " ، قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَا أُحْصِيهِ)[6] .
- وعن سلمان الفارسى رضى الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم يصلى وخطاياه مرفوعة على رأسه كما سجد تحات عنه فيفرغ من صلاته وقد تحات عنه خطاياه)[7].
- وعن أبى عثمان قال : كُنْت مَعَ سَلْمَان الْفَارِسِيّ تَحْت شَجَرَة فَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عُثْمَان أَلَا تَسْأَلنِي لِمَ أَفْعَل هَذَا ؟ قُلْت وَلِمَ تَفْعَلهُ ؟ قَالَ هَكَذَا فَعَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " إِنَّ الْمُسْلِم إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوء ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَات الْخَمْس تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ هَذَا الْوَرَق " وَقَالَ " وَأَقِمْ الصَّلَاة طَرَفَيْ النَّهَار وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْل إِنَّ الْحَسَنَات يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )[8] .
- وعن أبى هريرة وأبى سعيد رضى الله عنهما قالا: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: (وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ " ثَلَاث مَرَّات ثُمَّ أَكَبَّ فَأَكَبَّ كُلّ رَجُل مِنَّا يَبْكِي لَا نَدْرِي مَاذَا حَلَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَفِي وَجْهه الْبُشْرَى فَكَانَ أَحَبّ إِلَيْنَا مِنْ حُمْر النَّعَم فَقَالَ: " مَا مِنْ عَبْد يُصَلِّي الصَّلَوَات الْخَمْس وَيَصُوم رَمَضَان وَيُخْرِج الزَّكَاة وَيَجْتَنِب الْكَبَائِر السَّبْع إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَاب الْجَنَّة ثُمَّ قِيلَ لَهُ اُدْخُلْ بِسَلَامٍ " ثم تلا (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا – النساء 31)[9].
- وعن عثمان رضى الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند انصرافنا من صلاتنا أراه قال العصر فقال ماأدرى أحدثكم أو أسكت  قال يا رسول الله أن خيرا فحدثنا وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم قال : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهّرُ، فَيُتِمّ الطّهُورَ الّذِي كَتَبَ الله عَلَيْهِ، فَيُصَلّي هَذِهِ الصّلَوَاتِ الْخَمْسَ، إِلاّ كَانَتْ كَفّارَاتٍ لِمَا بَيْنَهَا .
وفى رواية أن عثمان رضى الله عنه قال والله لاأحدثكم حديثاً لولا لآية فى كتاب الله ما حدثتكموه: قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وَاللَّهِ لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا، لَوْلَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (لَا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ، فَيُصَلِّي صَلَاةً ، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي تَلِيهَا)[10]، والآية التى يقصدها سيدنا عثمان فى هذا الحديث هى قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ *إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[11] ، قيل أن سبب نزولها أن اخبار اليهود أى علمائهم يخفون الآيات الشاهدة على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وما يهدى لى وجوب اتباعه والايمان به وفى التوراة أدلة على ذلك ولما جاءت الشريعة المحمدية الزمت العالم أن يجود بعلمه ولا يكتمه .
- وفى رواية لمسلم قال سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول : ( مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ ، فَصَلَّاهَا مَعَ النَّاسِ ، أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ ، أَوْ فِي الْمَسْجِدِ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ)[12] .
- وفى رواية أيضا قال: سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول : مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ ، فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا ، وَخُشُوعَهَا ، وَرُكُوعَهَا ، إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ ، مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً ، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ)[13] .
- وعن الحارث مولى عثمان قال: جَلَسَ عُثْمَانُ يَوْمًا وَجَلَسْنَا مَعَهُ ، فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ ، فَدَعَا بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ ، أَظُنُّهُ سَيَكُونُ فِيهِ مُدٌّ ، فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ: " وَمَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ، غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصُّبْحِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الظُّهْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يَبِيتَ يَتَمَرَّغُ لَيْلَتَهُ، ثُمَّ إِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى الصُّبْحَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، وَهُنَّ الْحَسَنَاتُ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ " ، قَالُوا: هَذِهِ الْحَسَنَاتُ، فَمَا الْبَاقِيَاتُ يَا عُثْمَانُ ؟ قَالَ: هُنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ )[14].
الشرح: يبيت ويتمرغ ليلته، أى ينقلب من مراغ  دواب الجنة المسك أى الموضع الذى يتمرغ فيه من تراب الجنة، يرجو سيدنا عثمان رضى الله عنه أن يبيت المسلم على توحيد الله ذكره وترقية اليقظة لعبادة ربه ورجاء رحمته .
- وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ ، فَيَقُولُ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي، فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ)[15].
- عن أنس بن مالك رضى اله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ِ إِ نَّ أَوَّلَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ مِنْ دِينِهِمُ الصَّلاةُ، وَآخَرَ مَا يَبْقَى الصَّلاةُ، وَأَوَّلَ مَا يُحَاسَبُونَ بِهِ الصَّلاةُ، يَقُولُ اللَّهُ : انْظُرُوا فِي صَلاةِ عَبْدِي، فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً ، وَإِنْ وُجِدَتْ نَاقِصَةً، قَالَ: انْظُرُوا ، هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ ؟ فَإِنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ تَمَّتِ الْفَرِيضَةُ مِنَ التَّطَوُّعِ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ زَكَاتُهُ تَامَّةٌ ؟ فَإِنْ وُجِدَتْ زَكَاتُهُ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَتْ نَاقِصَةً ، قَالَ: انْظُرُوا، هَلْ لَهُ صَدَقَةٌ ؟ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ تَمَّتْ لَهُ زَكَاتُهُ مِنَ الصَّدَقَةِ)[16].
- عن بن أبى الدرداء رض الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ وَصَامَ رَمَضَانَ وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ وَأَدَّى الْأَمَانَةَ" قِيلَ: يَا نَبِيَّ اللهِ وَمَا أَدَاءُ الأَمَانَةِ؟
قَالَ: "الغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، إِنَّ الله لَمْ يأمن ابْنَ آدَمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِ غَيْرَهَا)[17] .
- عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : قال     ( مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ الصَّلاةُ ، وَمِفْتَاحُ الصَّلاةِ الْوُضُوءُ)[18] .
-عن عبد اله بن قرط رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول ما يحاسببه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسد ت فسد سائرعمله)[19] .
الشرح – معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( فإن صلحت ) أى أنها أدت ودعت إلى التحلى بالآداب الدينية والتجمل بالكمالات والتخلى عن النقائص والرذائل وأرسلت أشعة الإحسان و الخوف من الله جل وعلا فى قلب المصلى وحيئذ تشرق شمس القبول والاتقان ورضا الله فى ائر افعاله ، إن الصلاة هى جسر السعادة ومعين السيادة ونور الايمان الذى ينبعث من فاعلها ، روى أن فتى من الأنصار كان يصلى مع رسول الله صلى اله عليه وسلم الصلوات ولا يدع شيئاً من الفواحش الا ارتكبه فذكروا حاله عند النبى عليه الصلاة والسلام فقال النبى صلى الله عليه وسلم إن صلاته ستنهاه فلم يلبث تاب ، ومصداق ذلك قوله تبارك وتعالى (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[20] يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يقرأ كتابه تقربا إليه وتحفظا واستكشافا ًلمعانيه ، فإن القارىء المتأمل قد ينكشف له بالتكرار ما لم ينكشف له أول ما قرع سمعه كذلك لا تقبل صلاة عند البارىء جل وعلا إلا إذا غرست الهيبة و الخشية وكانت سبباً فى الانتهاء من المعاصى حال الاشتغال بها وغيرها من حيث أنها تذكر الله وتورث النفس خشية منه منه جل وعلا (ولذكر الله أكبر) والصلاة أكبر من سائر الطاعات لأنها العمدة فى كونها مفضلة على الحسنات ناهية عن السيئات أو لذكر الله اياكم برحمته أكبر من ذكره اياكم بطاعته ، والله هو الذى يجازيكم بعملكم أحسن الجزاء (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بُعدا)[21].
- وعن عبد اله رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ ، وَلا صَلاةَ لِمَنْ لا طُهُورَ لَهُ ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا صَلاةَ لَهُ ، إِنَّمَا مَوْضِعُ الصَّلاةِ مِنَ الدِّينِ كَمَوْضِعِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ)[22] .
الشرح :- فى غريب القرآن – الدين يقال للطاعة و الجزاء واستعير للشريعة والدين كالملة لكنه يقال اعتبارا بالطاعة والانقياد للشريعة – قال تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ)[23] (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ )[24]  – أى طاعه وأخلص دينه له – فالنبى صلى الله عليه وسلم يرى تارك الصلاة لا خضوع له ولا انقياد لأوامر الله كما أن النبى صلى الله عليه وسلم شبه الصلاة بالرأس من الجسد فإذا عدم الرأس فنى الجسم كذلك تارك الصلاة خربت ذمته وفسد عمله وحبط ثوابه وانتزعت البركة منه وحاد عن احق وأغضب الرب وأظلم قلبه وعمت بصيرته وأغواه الشيطان وبعد عن الصواب ومات ذكره فى الناس .

الصدقة
      ملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله وقصة سيدنا الخضرعليه والسلام، عن أبي عبيد مولى رفاعة بن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(مَلْعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللَّهِ، وَمَلْعُونٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللَّهِ فَمَنَعَ سَائِلَهُ) [25].
    وعن بن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ رَجُلٌ يُسْأَلُ بِاللَّهِ وَلَا يُعْطِي بِهِ )[26] .
    وروى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال: رسول اله صلى الله عليه وسلم: ( "أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ الْبَرِيَّةِ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "الَّذِي يُسْأَلُ بِاللَّهِ وَلاَ يُعْطِي بِهِ")[27] .
   عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( أَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنِ الْخَضِرِ ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " بَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ يَمْشِي فِي سُوقِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَبْصَرَهُ رَجُلٌ مُكَاتَبٌ، فَقَالَ: تَصَدَّقْ عَلَيَّ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، فَقَالَ الْخَضِرُ: آمَنْتُ بِاللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ مَا عِنْدِي شَيْءٌ أُعْطِيكَهُ، فَقَالَ الْمِسْكِينُ: أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ لِمَ تَصَدَّقْتَ عَلَيَّ ؟ فَإِنِّي نَظَرْتُ السِّيمَاءَ فِي وَجْهِكَ، وَرَجَوْتُ الْبَرَكَةَ عِنْدَكَ، فَقَالَ الْخَضِرُ: آمَنْتُ بِاللَّهِ مَا عِنْدِي شَيْءٌ أُعْطِيكَهُ إِلا أَنْ تَأْخُذَنِي فَتَبِيعَنِي ، فَقَالَ الْمِسْكِينُ: وَهَلْ يَسْتَقِيمُ هَذَا ؟ قَالَ : نَعَمِ الْحَقَّ أَقُولُ ، لَقَدْ سَأَلْتَنِي بِأَمْرٍ عَظِيمٍ ، أَمَا إِنِّي لا أُخَيِّبُكَ بِوَجْهِ رَبِّي ، بِعْنِي، قَالَ : فَقَدَّمَهُ إِلَى السُّوقِ، فَبَاعَهُ بِأَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ، فَمَكَثَ عِنْدَ الْمُشْتَرِي زَمَانًا لا يَسْتَعْمِلُهُ فِي شَيْءٍ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّكَ إِنَّمَا ابْتَعْتَنِي الْتِمَاسَ خَيْرٍ عِنْدِي ، فَأَوْصِنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ إِنَّكَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ضَعِيفٌ، قَالَ: لَيْسَ يَشُقُّ عَلَيَّ، قَالَ: فَقُمْ فَانْقُلْ هَذِهِ الْحِجَارَةَ، وَكَانَ لا يَنْقُلُهَا دُونَ سِتَّةِ نَفَرٍ فِي يَوْمٍ ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ نَقَلَ الْحِجَارَةَ فِي سَاعَةٍ، فَقَالَ: أَحْسَنْتَ وَأَجْمَلْتَ، وَأَطَقْتَ مَا لَمْ أَرَكَ تُطِيقُهُ، قَالَ: ثُمَّ عَرَضَ لِلرَّجُلِ سَفَرٌ، فَقَالَ: إِنِّي أَحْسَبُكَ أَمِينًا، فَاخْلُفْنِي فِي أَهْلِي خِلافَةً حَسَنَةً، قَالَ: فَأَوْصِنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ، قَالَ: لَيْسَ يَشُقُّ عَلَيَّ، قَالَ: فَاضْرِبْ مِنَ اللَّبِنِ لِبَيْتِي حَتَّى أُقْدِمَ عَلَيْكَ ، قَالَ : فَمَضَى الرَّجُلُ لِسَفَرِهِ فَرَجَعَ الرَّجُلُ ، وَقَدْ شَيَّدَ بِنَاءَهُ ، فَقَالَ : أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ مَا سَبِيلُكَ ، وَمَا أَمْرُكَ ؟ قَالَ: سَأَلْتَنِي بِوَجْهِ اللَّهِ، وَوَجْهُ اللَّهِ أَوْقَعَنِي فِي الْعُبُودِيَّةِ، فَقَالَ الْخَضِرُ: سَأُخْبِرُكَ مَنْ أَنَا، أَنَا الْخَضِرُ الَّذِي سَمِعْتَ بِهِ سَأَلَنِي مِسْكِينٌ صَدَقَةً، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي شَيْءٌ أُعْطِيَهُ، فَسَأَلَنِي بِوَجْهِ اللَّهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ رَقَبَتِي، فَبَاعَنِي، وَأُخْبِرُكَ أَنَّهُ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللَّهِ، فَرَدَّ سَائِلَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ وَقَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جِلْدُهُ وَلا لَحْمَ لَهُ وَلا عَظْمَ يَتَقَعْقَعُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، شَقَقْتُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَلَمْ أَعْلَمْ، فَقَالَ: لا بَأْسَ، أَحْسَنْتَ وَأَبْقَيْتَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، يَا نَبِيَّ اللَّهِ، احْكُمْ فِي أَهْلِي وَمَالِي بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ أَوْ أُخَيِّرُكَ، فَأُخَلِّي سَبِيلَكَ، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تُخَلِّيَ سَبِيلِي فَأَعْبُدَ رَبِّي، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَقَالَ الْخَضِرُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَوْقَعَنِي فِي الْعُبُودِيَّةِ، ثُمَّ نَجَّانِي مِنْهَا)[28].  وقد نظم بعض الفضلاء فى معنى الجود الذى فعله سيدنا الخضر عليه السلام :-
         يجود بالنفس إذا ضن الجود بها                   والجود بالنفس أقصى غاية الجود
                   بث النوال ولا يمنعك قلــــته               فكل ما سد فقرا فهو محــمود 
هذا وقد ضرب لنا الخضر مثلا عالياً فى الجود والتضحية و أعطى المسئولين نصيحة غالية وحذرهم من البخل خشية اوقوف يوم احساب حفاة عراة،  ثم أنظر إلى أسمى مطلب عكف عليه العقلاء وسعى إليه الفضلاء فى معنى قول سيدنا الخضر عليه السلام (تخلى سبيلى فأعبد ربى ) هذا مثل ضربة النبى صلى الله عليه وسلم لك أيها المسلم لتجود بما لديك فى مشروعات الخير وتثق بربك الرازق المخلف ولنتحلى بشيم السخاء والعطاء فلا ترد سائلاً مما أعطاك الله من فضله عسى الله أن يرزقك .
القناعة والسعادة ،  قال أبو فراس الحمدانى فى هذا المعنى :-
غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي،             و يحولُ عنْ شيمِ الكريمِ الوافي
لا أرْتَضِي وُدّاً، إذا هُوَ لمْ يَدُمْ            عِندَ الجَفَاءِ، وَقِلّة ِ الإنْصَافِ
تعسَ الحريصُ ، وقلَّ ما يأتي بهِ        عِوَضاً من الإلحَاحِ والإلحَافِ
إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ                 وَلَو أنّهُ عارِي المَناكِبِ، حَافِ
ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِ كافياً،    فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍ كافِ
وَتَعافُ لي طَمَعَ الحَرِيصِ أُبُوّتي،    و مروءتي ، وفتوتي ، وعفافي
ما كثرة ُ الخيلِ الجيادِ بزائدي           شَرَفاً، وَلا عَدَدُ السّوَامِ الضّافي
خَيْلي، وَإنْ قَلّتْ، كَثيرٌ نَفعُها              بينَ الصوارمِ ، والقنا الرَّعافِ
و مكارمي عددُ النجومِ ؛ ومنزلي       مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُ الأضْيَافِ
لا أقتني لصروفِ دهري عدة ً       حتى كأنَّ صروفهُ أحلافي
شِيَمٌ عُرِفتُ بهنّ، مُذْ أنَا يَافِعٌ،                وَلَقَدْ عَرَفتُ بِمِثْلِهَا أسْلافي


الترغيب فى الصدقة والحث عليها
   عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ)[29] وفى رواية لإبن خزيمة: ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَصَدَّقَ مِنْ طَيِّبٍ تَقَبَّلَهَا اللَّهُ مِنْهُ، وَيَأْخُذُ بِيَمِينِهِ، فَرَبَّاهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ أَوْ فَصِيلَهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِاللُّقْمَةِ فَتَرْبُو فِي يَدِ اللَّهِ، أَوْ قَالَ : فِي كَفِّ اللَّهِ ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ فَتَصَدَّقُوا)[30].
    وفى رواية صحيحة للترمذى قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ، فَيُرَبِّيهَا لِأَحَدِكُمْ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ، حَتَّى إِنَّ اللُّقْمَةَ لَتَصِيرُ مِثْلَ أُحُدٍ)[31]، وتصديق ذلك فى كتاب الله (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)[32]، وقَالَ: أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ)[33].
   وعن عائشة رضى الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ لَيُرَبِّي لأَحَدِكُمُ التَّمْرَةَ وَاللُّقْمَةَ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ)[34] .
- وروى عن بن هريرة رضى اله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُدْخِلُ بِلُقْمَةِ الْخُبْزِ، وَقَبْضَةِ التَّمْرِ، وَمِثْلِهِ مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ الْمِسْكِينُ، ثَلاثَةً الْجَنَّةَ: رَبَّ الْبَيْتِ الآمِرَ بِهِ، وَالزَّوْجَةَ تُصْلِحُهُ، وَالْخَادِمَ الَّذِى يُنَاوِلُ الْمِسْكِينَ) قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَنْسَ خَدَمَنَا)[35] .
- روى عن جابر أبن عبد الله رضى الله  الله عنهما قال :- خطبنا  رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا ، وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا، وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ، وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ الْجُمُعَةَ فِي مَقَامِي هَذَا، فِي يَوْمِي هَذَا، فِي شَهْرِي هَذَا، مِنْ عَامِي هَذَا، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ تَرَكَهَا فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدِي وَلَهُ إِمَامٌ عَادِلٌ أَوْ جَائِرٌ، اسْتِخْفَافًا بِهَا أَوْ جُحُودًا لَهَا ، فَلَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ ، وَلَا بَارَكَ لَهُ فِي أَمْرِهِ ، أَلَا وَلَا صَلَاةَ لَهُ ، وَلَا زَكَاةَ لَهُ ، وَلَا حَجَّ لَهُ، وَلَا صَوْمَ لَهُ، وَلَا بِرَّ لَهُ، حَتَّى يَتُوبَ، فَمَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، أَلَا لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا، وَلَا يَؤُمَّن أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا، وَلَا يَؤُمَّ فَاجِرٌ مُؤْمِنًا، إِلَّا أَنْ يَقْهَرَهُ بِسُلْطَانٍ يَخَافُ سَيْفَهُ وَسَوْطَهُ )[36].
- وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ الْعَبْدُ مَالِي مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ مَا أَكَلَ، فَأَفْنَى أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى أَوْ أَعْطَى، فَاقْتَنَى وَمَا سِوَى ذَلِكَ، فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ)[37].  
- عن أبن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: " فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّر)[38].
 قال الامام على بن ابى طالب :-
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت                إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها
لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها                   إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها                    وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها
أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً          حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها
أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها                    وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها
- وروى عن ابى بكر الصديقرضى اله عنه قال: سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنَّهَا تُقِيمُ الْعَوَجَ، وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السَّوْءِ ، وَتَقَعُ مِنَ الْجَائِعِ مَوْقِعَهَا مِنَ الشَّبْعَانِ)[39] .
- وعن جابر رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يَا كَعْبُ بْنِ عجرةَ إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ وَلاَ دَمٌ نَبَتَا عَلَى سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلى بِهِ، يَا كَعْبُ بن عَجرةَ النَّاسُ غَادِيَانِ، فَغَادٍ في فَكَاكِ نَفْسِهِ فَمُعْتِقُهَا، وَغَادٍ فَمُوثِقُهَا، يَا كَعْبُ بن عجرةَ، الصَّلاةُ قُرْبَانٌ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِيءُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يَذْهَبُ الْجَلِيدُ عَلى الصَّفَا)[40] .
الشرح (غاديان) ذاهبان وقاصدان أى هما صنفان صنف يعمل ليبعد عن جهنم ويفك أسره من العذاب وآخر يعمل سواءا ويغضب ربه فيستحق العذاب ويحق عليه الذل والأسر .
الترغيب فى القروض
عن البراء بن غالب رضى الله عنهما قال: (مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةَ وَرِقٍ ، أَوْ هَدَى زُقَاقًا، أَوْ سَقَى لَبَنًا، كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ ، أَوْ نَسَمَةٍ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشَرَ مِرَارٍ كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ، أَوْ نَسَمَةٍ)[41]، ومعنى قوله منح منيحة ورق إنما يعنى به قرض الدرهم وقوله أو هدى زقاقاً إنما يعنى هدية الطريق وهو ارشاد السبيل.
   وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ قَرْضٍ صَدَقَةٌ)[42] .
      عن أبى أمامة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ فَرَأَى عَلَى بَابِهَا مَكْتُوبًا الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ )[43].
وعن عبد اله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ إِلَّا كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً)[44] .
     عن بن قتادة رضى الله عنه أنه طلب غريماً له فتوارى عنه ثم وجده فقال إنى معسر قال- قال الله فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عَنْهُ)[45]، وقال فيه أيضا: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كَرِبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَنْ يُظِلَّهُ تَحْتَ عَرْشِهِ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا)[46].
      وعن حذيفة رضى الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:  (تَلَقَّتِ الْمَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَقَالُوا: أَعَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا ؟ قَالَ: (لَا ، قَالُوا : تَذَكَّرْ، قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَآمُرُ فِتْيَانِي: أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ، وَيَتَجَوَّزُوا عَنِ الْمُوسِرِ ، قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : تَجَوَّزُوا عَنْهُ)[47].
الشرح – قوله ينظروا المعسر – أى يؤجلوا سداد غير المستعد للأداء ( قوله يتجاوزا عن الموسر ) معناه يمروا على الغنى الموجود معه المال .
      وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ : خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ، لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ : هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لِي غُلَامٌ، وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا بَعَثْتُهُ يَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ، لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ)[48].
      وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْيَةً من كُرَبِ يْومِ القيامَةِ، ومَنْ يَسَّرَ على مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ في الدنْيا والآخِرَةِ، واللهُ في عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كانَ الْعَبْدُ في عَونِ أخيه))[49].
      وروى عن أبن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ، فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ )[50] .
      وروى عن إبن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أنظَر معسِرًا إلى ميسَرَتِه أنظَره اللهُ بذنبِه إلى توبتِه )[51] .
    وعنه رضى الله عنه قال: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يَقُولُ: " أَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَقِيَهُ اللَّهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ ؟ " ثَلاثًا، قَالُوا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ يَسُرُّهُ، قَالَ : " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ ، وَقَاهُ اللَّهُ فَيْحَ جَهَنَّمَ)[52].
        وعن أبى قتادة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ ، أَوْ مَحَا عَنْهُ، كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)[53] .
  وروى عن أسعد بن زرارة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ، فَلْيُيَسِّرْ عَلَى مُعْسِرٍ أَوْ لِيَضَعْ عَنْهُ)[54].
      وروى عن شداد بن أوس رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ)[55] .
      هذا وقد وردت أحاديث كثيرة فى الترغيب فى التيسير على المعسر وأنظاره أو الوضع عنه وكلها تتخص فى معنى الأحاديث المذكورة آنفاً التى وقفنا عندها خوفاً من التطويل .
الترغيب فى الانفاق فى وجوه الخير كرما
والترهيب من الإمساك والإدخار شحا
-عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)[56].
- وعن أبى أمامة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ ، وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ ، وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى)[57].
- وعن أبى الدرداء رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَا مِنْ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ إِلا وَكَانَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ نِدَاءً يَسْمَعُهُ مَا خَلَقَ اللَّهُ كُلُّهُمْ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ ، إِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى ، وَلا آبَتِ الشَّمْسُ إِلا وَكَانَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ نِدَاءً يَسْمَعُهُ خَلْقُ اللَّهِ كُلُّهُمْ إِلا الثَّقَلَيْنِ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ قُرْآنًا فِي قَوْلِ الْمَلَكَيْنِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فِي سُورَةِ يُونُسَ:( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[58] ، وَأَنْزَلَ فِي قَوْلِهِمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا:(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى )[59] إِلَى قَوْلِهِ" لِلْعُسْرَى"[60])[61]
- وعنْ قيس بن سلعٍ الأنصاريِّ رضي الله عنه أنَّ إخوته شكوهُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنَّه يبذِّر ماله، وينبسط فيه. قُلْتُ: يا رسول الله آخذ نصيبي من التَّمرة فأنفقه في سبيل الله، وعلى من صحبني، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: أنْفِقْ يُنْفقِ الله عليك، ثلاث مرَّاتٍ، فلما كان بعد ذلك خرجت في سبيل الله، ومعي راحلة، وأنا أكثر أهل بيتي اليوم وأيسره)[62].
سيدنا الخضرعليه السلام:
     فى تفسير الجلالين قوله تعالى (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا) نبوة فى قول ولاية فى قول آخر وعليه أكثر العلماء وعلق على هذا الشيخ الصاوى: وقد صححه جماعة والجمهور على نه حى الى يوم القيامة لشربه من ماء الحياة،  يجتمع به أكابر الصالحين والأولياء ويأخذون عنه.
   قال الشيخ إبراهيم التميمى فى حقه: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فقال كل مايحكى عن الخضر حق وهو عالم أهل الأرض ورأس الإبدال وهو من جنود الله تعالى ( هذه والله حقيقة أمره لاشك فى ذلك قط ) وقال العارف بالله السيد البكرى ورد السحر فى توسلاته: بنقيبهم فى كل عصر الخضر أبى العباس من أحياء بما وصاله :-
حبى وحقى لم يق بوفاته        الا الذى لم يلق نور جماله
فعليه منى كلما هب الصبا      أزكى سلام طاب فى ارساله
   وقد اجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنه فهو صحابى واسمه بليا : أى أحمد بن ملكان وكنيته أبو العباس قال بعض العارفين من عرف اسمه واسم أبيه وكنيته ولقبه مات على الإسلام وهو من نسل نوح عليه السلام وكان ابوه من الملوك ولقب بالخضر لأنه جلس على الأرض فاخضرت من تحته ومازال يمتاز بهذه الخاصة إلى يومنا هذا .
فائدة: وذكر بعض العلماء أن ابن الجوزي جلس يوما على كرسي وعظه يقرر في تفسير (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْن) فوقف رجل على رأسه وقال له : فما يفعل ربك الآن ؟ فسكت وبات مهموما ، فرأى المصطفى صلى الله عليه وسلم فسأله فقال له : إن السائل هو الخضر وإنه سيعود إليك فقل له : شئون يبديها ولا يبتديها يخفض أقواما ويرفع آخرين ، فأتاه فأجابه فقال له : صل على من علمك)[63] .
( حكاية ) قال الشيخ عثمان الصرفينى: كنت فى بداية أمرى نائماً على سطح دارى تحت السماء ليلاً بى خمس حمامات فقال إحداهن بلسان فصيح سبحان من عنده خزائن كل شىء وسمعت الأخرى تقول سبحان من بعت الأنبياء حجة على خلقه وفضل عليهم محمداً صلى الله عليه وسلم وسمعت أخرى تقول سبحان من أعطى كل شىء خلقه ثم هدى وسمعت الرابعة تقول كل ما فى الدنيا باطل إلا ما كان لله ورسوله وسمعت الأخيرة تقول يأهل الغفلة قوموا إلى رب عظيم يعطى الجزيل ويغفر الذنب العظيم قال فوقعت مغشياً علىّ فلما أفقت نزع الله من قلبى حب الدنيا فعاهدت الله أن اسلم نفسى إلى شيخ يدلنى على الله تعالى ثم سافرت لا أدرى أين أتوجه فرأيت شيخاً كثير الهيبة فقال الشيخ السلام عليك ياعثمان وقلت عليك السلام من أنت ؟ قال أنا الخضر كنت الساعة عند الشيخ عبد القادر رضى الله عنه : قال يا أبا العباس قد جب البارحة رجل من أهل صرفين إسمه عثمان وقد نودى من فوق سبع سموات مرحباً بك يا عثمان ياعبدى وقد عاهد ربه أن يسلم نفسه الى شيخ يدله إلى ربه فأذهب إليه فإنك تجده فى الطريق فأتنى به، ثم قال الخضر يا عثمان ذلك الشيخ عبد القادر الكيلانى رضى الله عنه سيد العارفين فى عصره فعليك بملازمته فما شعرت بنفسى إلا وأنا عند الشيخ عبد القادر،  فقال لى مرحباً بمن جذبه مولاه بألسنة الطير وجمع له كثيراً من الخير ثم البسنى طاقية واجلسنى فى الخلوة شهراً واصبت من صحبته خيراً كثيراً)[64] . اه .
   هكذا كان ولا زال سيدنا الخضر[65] عليه السلام يجتمع بأهل السعادة والعنايات ويدلهم على سبل الخير بمثل ما جاء بالحكاية السابقة وغيرها وهو كما ذكرناه آنفاً شيخ الأبدال والواسطة بين أرباب العنايات وأكابر الأولياء والصالحين وصاحب الإشارات والبشريات .
     هذا وقد أخبرنى من أثق فى دينه وصلاحه وعلو قدره زيادة على أنه سيد آل البيت أن أكابر اأولياء يمكنهم الاستدعاء أو الاجتماع بالخضر[66] عليه السلام فى أى لحظة حسب إرادتهم كما أخبرنى أيضا بعض اصدقائى ( الدراويش) أصحاب الفتح الصغير أنهم قد إجتمعوا بالخضر عليه السلام عدة مرات ودلهم على أمور تتعلق بأحوالهم .

























الاستغفار
الآيات والأحاديث الصحيحة الواردة فى أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بدوام الاستغفار:
  قال تعالى:( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )[67]، وقال تعالى: ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)[68]، وقال تعالى: ( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)[69] .
- عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أنه قال : قال رسول اله صلى الله عليه وسلم (من أستغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة)[70] أى فى مقابل استغفاره لهم .
 - عن أبن عمر رضى الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ ، إِلا اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مِائَةَ مَرَّةٍ)[71] .
- عَنْ أَبي برْدَةَ ، قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى شَيْخٍ مِنْ أَصْحَاب النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَحَدَّثَنِي ، َقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ، فَإِنِّي أَتُوب إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ)[72] .
وعن أبى سلمة (إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ  )[73] .
- عن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا كَبِيرَةَ مَعَ الاسْتِغْفَارِ , وَلا صَغِيرَةَ مَعَ الإِصْرَارِ )[74] .
 وذكر البغوي[75] سمعت عليا يقول: إني كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ينفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وإنه حدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من رجل يذنب ذنباً ، ثم يقوم فيتطهر ، ثم يصلي، ثم يستغفر الله؛ إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه :(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ )[76] قوله (فَاسْتَغْفَرُواْ ) فيه تطيب لنفوس  العباد وتنشيط وترغيب إلى التوبة وحث عليها وردع عن اليأس والقنوط من رحمة الله جلت المعصية فان عفوه أجل وكرمه أعظم. 
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم  ( ارحموا ترحموا , واغفروا يغفر لكم , وَيلٌ لأَقمَاعِ القَولِ، وَيلٌ لِلمُصِرِّينَ، الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُم يَعلَمُونَ)[77] .
- روى عن إبى بكرالصديق رضى الله عنه مرفوعا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإِنْ عَادَ فِى الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً)[78] .
- وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنَ الضَّالِّ الْوَاجِدِ ، وَمَنَ الضَّامِنِ الْوَارِدِ ، وَمِنَ الْعَقِيمِ الْوَالِدِ ، فَمَنْ تَابَ لِلَّهِ تَعَالَى تَوْبَةً نَصُوحًا أَنْسَى اللَّهُ حَافِظَيْهِ ، وَبِقَاعَ أَرْضِهِ خَطَايَاهُ وَذُنُوبَهُ " أَوْ قَالَ : " ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ)[79].
 - عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَصْدَأُ، كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدُ إِذَا أَصَابَهُ الْمَاءُ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا جِلاؤُهَا ؟ قَالَ: " كَثْرَةُ ذِكْرِ الْمَوْتِ ، وَتِلاوَةُ الْقُرْآنِ " . لَفْظُ حَدِيثِ الإِمَامِ. وَفِي رِوَايَةِ الْفَقِيهِ، قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا جِلاؤُهَا ؟ قَالَ: " قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ "، وَلَمْ يَذْكُرِ الْمَوْتَ، وَلا قَوْلَهُ: " إِذَا أَصَابَهُ الْمَاءُ)[80] قال قتادة: (القرآن الكريم يدلكم على دائكم ودوائكم أما داؤكم فالذنوب وأما دزاؤكم فالاستغفار ).

الدعاء وفصائله
فصل من الآيات والأحاديث الصحيحة الواردة فى خصائص الدعاء وفصائله:

      قال اله تبارك وتعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[81] وقال الله تعالى: (‏‏ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً)[82] وقال تعالى أيضا فى سورة البقرة: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[83] صدق الله العظيم، ( قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ )[84] ثم تلا: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ومن فتح له فى الدعاء -وفقه الله لدعائه - منكم فتحت له أبواب الإجابة)، وفى رواية (فتحت له أبواب الجنة) وفى رواية (فتحت له أبواب الرحمة) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ ، وَإِنَّ الدُّعَاءَ وَالْبَلاءَ لَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)[85]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ)[86] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدْعُ اللَّهَ، غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ)[87]، وقال النبى صلى الله عليه وسلم: (لا تَعْجِزُوا فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ لا يَهْلِكُ مَعَ الدُّعَاءِ أَحَدٌ)[88]، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكَرْبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ)[89] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الدُّعَاءُ سِلاحُ الْمُؤْمِنِ، وَعِمَادُ الدِّينِ، وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)[90]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدعاء مستجاب عند اجتماع المسلمين) وفى رواية الدعاء (مستجاب فى مجالس الذكر وعند ختم القرآن)[91] .
- روى الترمذى عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ)[92].
- عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:   (الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ)[93] .
- عَنْ سَعد بن أبي وَقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ، أَوْ أُحَدِّثُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنْكُمْ كَرْبٌ، أَوْ بَلَاءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا دَعَا بِهِ، فَفَرَّجَ عَنْهُ ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: (دُعَاءُ ذِي النُّونِ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )[94] . وفى رواية أخرى فقد أخرج أحمد والترمذي عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون وهو في بطن الحوت: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فإِنَّهُ لم يَدْعُ بهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيْءٍ قَطُّ إِلا اسْتَجَابَ الله لَه)[95].
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( إِنَّ أَسْرَعَ الدُّعَاءِ إِجَابَةً دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ ")[96] .
- روى مسلم عن أبى الدرداء قال رسول اله صلى الله عليه وسلم (دَعْوةُ المرءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابةٌ، عِنْد رأْسِهِ ملَكٌ مُوكَّلٌ كلَّمَا دعا لأَخِيهِ بخيرٍ قَال المَلَكُ المُوكَّلُ بِهِ : آمِينَ، ولَكَ بمِثْلٍ)[97] .
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْمُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ)[98]، ( وقال) رسول اله صلى الله عليه وسلم:   (مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ)[99] .
الآحاديث الواردة فى آداب الدعاء
   فى الحديث أن الله تعالى لايجيب دعوة عبد من قلب ساه ولا من قلب لاه بل يجب أن يكون ملازماً للخضوع والاستكانة و النزول عن التعالى كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ)[100] .
     (ومن شرائط الدعاء) أن لا تدعوا الله وأنت مصر على المعاصى لما روى عن النبى عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( أحمق الناس من يتمنى التوبة وهو مصر على المعصية)، وقيل ليحى بن معاذ رضى الله عنه الا تدعوا لنا فقال كيف أدعو وأنا عاص وكيف لا أرجوه وهو كريم فلابد للداعى أن يضمر فى قلبه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله: (إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ حَيِيٌّ، يَكْرَهُ إِذَا بَسَطَ الرَّجُلُ يَدَهُ أَنْ يَرُدَّهَا صَفْرًا لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ)[101]، أى خاليا لكن ينبغى أن ينتبه أن الحديث لا يوجب القطع بأن دعوته مستجابة بل بعدم رد يديه من قضاء حاجة أو ثواب ويجب أن يقدم على الدعاء الحمد والثناء ثم الصلاة على رسول اله صلى الله عليه وسلم ويعترف بالظلم على نفسه ثم يخلص بالتوبة عنه أى عن الظلم ويعم بالدعاء جميع أهل الإسلام ويستغرق بدعائه وسؤاله جميع مطالبه وآماله ويعظم الرغبة فى حاجته.
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ )[102] ، وهذا الفضل العظيم فى كل ليلة فإذا أردت أن تعرف هذه الساعه فأقرأ عند نومك قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً )[103] إلى آخر السورة فإنك تستيقظ فيها إن شاء الله .
     باسناد متصل إلى ابى هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)[104].
    هذا وقد ثبت بالتجربة والممارسة أن أفضل الساعات لقبول الدعاء هى ما كانت فى الثلث الأخير من الليل الى ما قبل طلوع الفجر وفى الساعة الأخيرة من عصر يوم الجمعة قبل مغيب الشمس وقد ذكرنا فى فضل الأيام و الليالى التى يستجاب فيها الدعاء والذكر فى ترجمة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى  عنه .

الصلاة والسلام على سيد الأنام
الاحاديث الصحيحة الواردة فى خواص الصلاة والسلام على سيد الأنام وبيان أسرارها ومنافعها:
- عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ, فَقَالَ: (" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ "، قَالَ أُبَيٌّ : قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ: " مَا شِئْتَ " ، قَالَ : قُلْتُ : الرُّبُعَ ؟ قَالَ: " مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " قُلْتُ: النِّصْفَ ؟ قَالَ:  " مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "، قَالَ: قُلْتُ  فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ: " مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " ، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا، قَالَ: " إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ)[105].
- عَنْ عبد الله بن عامر بن ربيعة عَنْ أبيه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  " مَا صَلَّى عَلَيَّ أَحَدٌ صَلَاةً إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ)[106] ، ومن صلى الله عليه لم يبق شىء فى السموات السبع والأرضين السبع والبحار السبع والأشجار والنباتات والسبع والطيور والانعام إلا صلى عليه .
- وأخرج ابن منده عن جابر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من صلى علي كل يوم مائة مرة ) وفي رواية: من صلى علي في اليوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة، سبعين في الآخرة وثلاثين في الدنيا)[107].
- عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)[108] .
- وروى عن سيدنا على كرم الله وجهه أنه قال: (إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلاَةِ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ، فَإِنَّ اللهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ  فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا وَيَمْنَعَ الْأَُخْرَى. )[109] .
- نقل أن النبى صلى الله عليه و سلم قال: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ، وَهُوَ عَلَيْهِ رَاضٍ فَلْيُكْثِرِ الصَّلاةَ عَلَيَّ )[110]، وقال صلى الله عليه و سلم: (من صلى علي في كل يوم خمسمائة مرة لم يفتقر أبداً وهدمت ذنوبه ومحيت خطاياه ودام سروره واستجيب دعاؤه وأعطي أمله وأعين على عدوه وعلى أسباب الخير وكان ممن يرافق نبيه في الجنان)[111] .
- وعنه أيضا صلى الله عليه و سلم أنه قال: (اكْثَرُوا مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ فَإنّهَا تَحِلُّ اْلعَقْدَ وَتَفْرجُ الكُرَبَ)[112] .
- وقال صلى الله عليه وسلم: ( أنا حبيب الله تعالى و المصلى على حبيبى فمن أراد أن يكون حبيباً للحبيب فليكثر من الصلاة على الحبيب)[113].
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم عليَّ صلاة في الدنيا، من صلى عليَّ في يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة، سبعين من حوائج الآخرة ، وثلاثين من حوائج الدنيا، ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله في قبري كما يدخل عليكم الهدايا ، يخبرني من صلى علي باسمه ونسبه إلى عشيرته ، فأثبته عندي في صحيفة بيضاء )[114] .
     إن كثرة الصلاة على النبى عليه الصلاة والسلام تكثر الإرزاق والبركات وتقضى الحوائج وتكشف الهموم والغموم والكروب كل ذلك حصل بالمشاهدة بين السلف والخلف وان التوسل بالصلاة والسلام على سيد الأنام من الأمور كلها واقع بين الإنس والجن والملائكة كما دلت عليه الآيات والأحاديث المذكورة.
 (وأعلم ) أن الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وردت بصيغ بلغت الألف عدا، بعضها مشهور بالتجربة والمشاهدة فى تفريج الكروب وتحصيل المرغوب وهى هذه (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تُنْجِينَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ الأَهْوَالِ وَالآفَاتِ وَتَقْضِي لَنَا بِهَا جَمِيعَ الْحَاجَاتِ وَتْطَهِّرُنَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ السَّيِّئاتِ وَتَرْفَعُنَا بِهَا عِنْدَكَ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ وَتُبَلِّغُنَا بِهَا أَقْصَى الْغَايَاتِ مِنْ جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ فِي الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ).
واعلم أن لكل صيغة من الصلوات خاصية  ثبتت بالتجارب والأخذ من صدور الرجال ومنها صلاة الفاتح التى يستعملها (السادة التجانية ) من خواصها وبركاتها جلب الغنى وسعة الرزق لمن داوم عليها خصوصا بعد صلاة العصر وصيغتها هى: ( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، وَالخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، نَاصِرِ الحَقِّ بِالحَقِّ، الهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ، وَعَلَى آلِهِ حَقَّ قَدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ العَظِيمِ) وقيل من الإعداد المجربة فيها أن تقر (75) مرة، ومنها الصلاة (الإنسية) ومن خواصها سرعة الإجابة وهى: ( اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وسلم )،. ومنها ( والصلاة الصحبية ) والتى من خواصها حفظ الايمان وهى: ( اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )، ومنها الصلاة (الأمية) ومن خواصها تكفير الذنوب وهى: (اللهم صلى على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه)، ومنها الصلاة          ( الذاتية) ومنها تنوير الأبصار والبصائر وهى: ( اللهم صلى على سيدنا محمد النور الذاتى والسر السارى فى سائر الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم ) .

الفوائد المأخوذة من الحكم المأثورة
     ولما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع فى المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم الذى هو كلام الله والنور الذى أنزله على نبيه كذلك كانت الحكم والأمثال[115] التى وردت على لسان سيدنا على كرم الله[116] وجه تقع فى المرتبة الثانية بعد الحديث الشريف كما ستعلم ذلك .
     وقبل أن أبدأ فى سرد بعض حكمه المأثورة وأمثلته النادرة أريد أن أذكر شيئاً يسيراً من مناقبه وسعة علمه ولباغته، نقل الواحدى فى تفسيره يرفعه بسند إلى ابن العباس رضى الله عنهما قَالَ: (كَانَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ ، فَأَنْفَقَ دِرْهَمًا بِاللَّيْلِ، وَدِرْهَمًا بِالنَّهَارِ، وَدِرْهَمًا سِرًّا، وَدِرْهَمًا عَلَانِيَةً، فَنَزَلَتْ: "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً"[117])[118]، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة)، قال النبى صلى الله عليه وسلم لعلي "أنت وشيعتك تأتى يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين ويأتى أعداؤك غضبا مقمحين")[119]، وعن مكحول وعن على بن أبى طالب رضى الله عنه فى قوله تعالى: (وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَة) قال: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم "سألت الله أن يجعلها أذنك ياعلى" ففعل فكان على رضى الله عنه يقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلاماً إلا وعيته ولم أنسه)[120]، ولذلك كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ( أنا مدينة العلم وعلى  بابها)[121] ، وعن بن عباس رضى الله عنهما قال لما نزل قوله تعالى: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد)[122] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا المنذر وعلى الهادى وبك ياعلى يهتدى المهتدون")[123] ( قال بن عباس) رضى الله عنهما ليس آية فى كتاب الله تعالى فيها:  (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلا على رأسها وأميرها )[124]، ونقل الإمام ابواسحق الثعلب رحمه الله فى تفسيره أن سفيان بن عينية رحمه الله تعالى سئل عن قوله تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) فيمن نزلت قال فيمن نزلت فقال للسائل لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي عن جعفر بن محمد عن آبائه رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي رضي الله عنه وقال من كنت مولاه فعلي مولاه  فشاع ذلك فطار في البلاد، وبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة له فأناخ راحلته ونزل عنها، وقال: يا محمد أمرتنا عن الله عز وجل أن نشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصوم رمضان وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا فقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه )، فهذا شىء منك أم من الله عز وجل فقال النبى صلى الله عليه وسلم و الذى لا إله إلا هو إن هذا من الله عز وجل فولى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمر علينا حجارة من السماء أو أتينا بعذاب أليم فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله عز وجل بحجر سقط على هامته فخرج من دبره فقتله فأنزل الله قوله (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ)[125].



من الأحاديث
- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نَّ الله عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ ". قيل: يا رسول الله سمهم لنا. قال: " عَلِيُّ مِنْهُمْ يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثًا وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَسَلْمَانُ)[126] .
- وعَنْ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ( بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ وَأَنَا شَابٌّ، فَقُلْتُ  يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَبْعَثُنِي وَأَنَا شَابٌّ إِلَى قَوْمٍ ذَوِي أَسْنَانٍ لأَقْضِيَ بَيْنَهُمْ، وَلا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ ؟ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ سَيَهْدِي قَلْبَكَ، وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ يَا عَلِيُّ، إِذَا جَلَسَ إِلَيْكَ الْخَصْمَانِ فَلا تَقْضِ بَيْنَهُمَا حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الآخَرِ، كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الأَوَّلِ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ تَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ، قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا أَشْكَلَ عَلَيَّ قَضَاءٌ بَعْدُ )[127]، وسبب قوله صلى الله عليه وسلم أقضاكم على ماروى أن النبى صلى الله عليه وسلم  كان جالساً مع جماعة من الصحابة فجاءه خصمان فقال أحدهما يارسول الله يا رسول الله بقرة هذا قتال حماري، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: اذهبا إلى أبي بكر واسألاه عن ذلك، فجاءا إلى أبي بكر وقصّا عليه قصتهما، فقال: كيف تركتما رسول الله وجئتموني؟ قالا: هو أمرنا بذلك فقال لهما؛ بهيمة قتلت بهيمة لا شيء على ربّها، فعادا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبراه بذلك فقال لهما: امضيا إلى عمر واسألاه القضاء في ذلك، فذهبا إليه وقصّا عليه قصتهما فقال لهما: كيف تركتما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجئتموني؟ فقالا هو أمرنا بذلك، قال: فكيف لم يأمركما بالمصير إلى أبي بكر؟ فقالا: قد أمرنا بذلك فصرنا اليه، فقال: ما الذي قال لكما في هذه القصة؟ قالا له: قال: كيت وكيت قال: ما ارى فيها الا ما رآه أبو بكر، فعادا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبراه بالخبر، فقال: اذهبا إلى علي بن أبي طالب ليقضي بينكما فذهبا اليه فقصّا عليه قصتهَما قال عليه السّلام: ان كانت البقرة دخلت على الحمار في منامه، فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه، وان كان الحمار دخل على البقرة في منامها فقتلته فلا غرم على صاحبها، فعادا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبراه بقضيته بينهما فقال: لقد قضى بينكما بقضاء الله عزّوجلّ. ثم قال: الحمد لله الذي جعل فينا آل البيت من يقضي على سنن داود في القضاء )[128].
- وأخرج أبو يعلى والبراز عن سعد بن أبى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي )[129] .
- وأخرج الطبرانى فى الأوسط عن ام سلمه قالت  سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عَلِيٌّ مَعَ الْقُرْآنِ، وَ الْقُرْآنُ مَعَ عليٍ، لَن يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ)[130].
- وأخرج الحاكم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن عثمان قال: سمعت جابر بن عبد الله (رضى الله عنه) يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب (رضى الله عنه) وهو يقول: "هذا أمير البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله"، ثم مد بها صوته)[131] .
- وأخرج وعن الخطيب في «تاريخ بغداد» ، وعن الديلميّ في « مسند الفردوس» عن ابن عبّاس: (عَلِيّ مِنّي بِمَنْزِلَةِ رَأْسِي مِنْ بَدَنِي)[132] .
- وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب كما كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس لها ابو الحسن يعنى عليا)[133] .
 - وأخرج الطبرانى وابن حاتم عن ابن عباس قال: (( ما أنزل الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) إلا على أميرها وشريفها. ولقد عاتب الله أصحاب محمد فى غير مكان واحد وماذكر عليا الا بخير))[134] .
- وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن محمد بن منصور الطوسي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الفضائل ، ما جاء لعلي بن أبي طالب )[135] .
- وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس (نزلت فى على ثلاثمائة آية)[136] .
   وفضائله رضى الله عنه كثيرة ومشهورة وحسبك أنه هو أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمواخاة وصهره على فاطمة وأحد العلماء الربانيين والشجعان والمشهورين والخطباء المعروفين وأحد من جمع القرآن وعرضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا فإن فضائله ومناقبه ومكانته فى العلم والفهم والاستقامة والشجاعة والشهامة والفراسة الصادقة و الكرامات الخارقة وشدته فى نصرة الإسلام ورسوخ قدمه فى الايمان وسخائه وصدقه مع ضيق الحال أى ايثاره وشفقته على المسلمين وزهده وتواضعه وتحمله للأذى وغيرها من مكارم الاخلاق لا تحصى ولا تعد .
من كلام سيدنا عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

"1"  لَوْ كُشِفَ الغِطَاءُ مَا ازْدَدْتُ يَقِيْنَاً.
"2"  الناسُ نِيامٌ، فإذا ماتُوْا انْتَبَهُوْا.
"3"  الناسُ بِزَمانِهِمْ أَشْبَهُ مِنْهُمْ بِآبائِهِمْ.
"4"  مَا هَلَكَ امْرُؤٌ عَرَفَ قَدْرَهُ.
"5"  قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مايُحْسِنُهُ.
"6"  مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ.
"7" المَرْءُ مَخْبُوٌّ تَحْتَ لِسانِهِ.
 "8" مَنْ عَذُبَ لِسَانُهُ كَثُرَ إخْوَانُهُ.
 "9" بِالبِرِّ يُسْتَعْبَدُ الحُرُّ.
 "10" بَشِّرْ مَالَ البَخِيْلِ بِحَادِثٍ أوْ وَارِثٍ.
"11"  لا تَنْظُرْ إلى مَنْ قَالَ، و انْظُرْ إلى ما قَالَ.
"12"  الجَزَعُ عِنْدَ البَلاءِ تَمامُ المِحْنَةِ.
"13"  لا ظَفَرَ مَعَ البَغْي.
"14"  لا ثَنَاءَ مَعَ كِبْرٍ.
"15"  لا بِرَّ مَعَ شُحٍّ.
"16"  لا صِحَّةَ مَعَ النَهَمِ.
"17"  لا شَرَفَ مَعَ سُوْءِ الأَدَبِ.
"18"  لا اجتِنابَ مُحَرَّمٍ مَعَ حِرْصٍ.
"19"  لا رَاحَةَ مَعَ حَسَدٍ.
"20"  لا سُؤدَدَ مَعَ انْتِقَامٍ.
"21"  لا محَبَّةَ مَعَ مِرَاءٍ.
"22"  لا زِيارَةَ مَعَ زَعارَةٍ.
"23"  لا صَوَابَ مَعَ تَرْكِ المَشْوَرَةِ.
"24"  لا مُرُوْءَةَ لِكَذُوْبٍ.
"25"  لا وَفاءَ لِمَلُوْلٍ.
"26"  لا كَرَمَ أعَزُّ مِن التُقَى.
"27"  لا شَرَفَ أعْلى مِن الإِسْلامِ.
"28"  لا مَعْقِلَ أحْرَزُ مِنَ الوَرَعِ.
"29"  لا شَفِْيعَ أنْجَحُ مِنَ التَوْبَةِ.
"30"  لا لِبَاسَ أجْمَلُ مِن السَلامَةِ.
"31"  لا دَاءَ أعْيَى مِنَ الجَهْلِ.
"32"  لا مَرَضَ أَضْنَى مِن قِلَّةِ العَقْلِ.
"33"  لِسانُكَ يَقْتَضِيْكَ ما عَوَّدْتَهُ.
"34"  المَرْءُ عَدُوُّ ما جَهِلَهُ.
"35"  رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً عَرَفَ قَدْرَهُ وَلَمْ يَتَعَدَّ طَوْرَهُ.
"36"  إعادَةُ الاعْتِذارِ تَذْكِيْرٌ لِلذَنْبِ.
"37"  النُصْحُ بَيْنَ المَلأِ تَقْرِيْعٌ.
"38"  إذا تَمَّ العَقْلُ نَقَصَ الكَلامُ.
"39"  الشَفِيْعُ جَناحُ الطالِبِ.
"40"  نِفاقُ المَرْءِ ذِلَّةٌ.
"41"  نِعَمَةُ الجَاهِلِ كَرَوْضَةٍ عَلى مَزْبَلَةٍ.
"42"  الجَزَعُ أَتْعَبُ مِن الصَبْرِ.
"43"  المَسْؤُوْلُ حُرٌّ حَتَّى يَعِدَ.
"44"  أكْبَرُ الأعْداءِ أخْفاهُمْ مَكِيْدَةً.
"45"  مَنْ طَلَبَ ما لا يَعْنِيْهِ فاتَهُ ما يَعْنِيْهِ.
"46"  السامِعُ لِلغِيْبَةِ أَحَدُ المُغْتَابِيْنَ.
"47"  الذُلُّ مَعَ الطَمَعِ.
"48"  الراحَةُ مَعَ اليَأْسِ.
"49"  الحِرْمانُ مَعَ الحِرْصِ.
"50"  مَنْ كَثُرَ مِزاحُهُ لَمْ يَخْلُ مِنْ حِقْدٍ عَلَيْهِ، أوْ اسْتِخْفافٍ بِهِ.
"51"  عَبْدُ الشَهْوَةِ أَذَلُّ مِنْ عَبْدِ الرِقِّ. .)[137]
من كلامه رضى الله عنه فى العلم[138]:
حَدَّثنا أيوب بن سُليمان قال حَدَّثنا عامر بن مُعاوية عن أحمد بن عِمْران الأخنس عن الوليد بن صالح الهاشميّ عن عبد الله بن عبد الرحمن الكُوفي عن أبي مِخْنف عن كُميل النِّخعيّ قال‏:‏ أخذ بيدي عليٌّ بن أبي طالب كَرَّم الله وجهه فخرج بي إلى ناحية الجبَّانة فلما أسحر تنفّس الصُّعداء ثم قال‏:‏ يا كُميل إنّ هذه القلوب أوْعِيَة فخيْرها أوعاها فاحفظ عنِّي ما أقول لك‏:‏ الناس ثلاثة‏:‏ عالم ربَّاني ومتعلَّم على سبيل نَجَاة وهَمَج رَعَاع أَتْباع كلّ ناعق مع كلِّ ريح يَميلون لم يَسْتضيئوا بنُور العِلْم وِلم يَلْجأوا إلى رًكْن وَثيق‏.‏ يا كميل‏:‏ العِلم يحْرُسك وأنت تحرُس المال والمال تَنْقصه النّفقة والعِلم يزكو على الإنفاق ومَنفعة المال تزول بزواله‏.‏ يا كميل‏:‏ محبَّة العلْم دين يُدان به يَكِسب الإنسان الطاعةَ في حياته وجَميل الأحدوثة بعد وَفاته‏.‏ والعِلم حاكم والمال محكوم عليه‏.‏ يا كميل‏:‏ مات خُزَّان المال وهم أحياء والعًلماء باقُون ما بَقي الدهر أعيانهمُ مَفْقودة وأمثالهم في القلوب مَوْجودة‏.‏ ها إنّ هاهُنا لعِلْماً جما - وأشار بيده إلى صَدْره - لو وَجدت له حَمَلة بلى أَجد لَقِناً غير مَأمون يستَعمل ‏"‏ آلة ‏"‏ الدَّين للدُّنيا ويَسْتظهر بِنعَم اللهّ على عِباده وبحُجَجه على أَوْليائه أو مُنقاداً لحملَة الحق ولا بَصِيرة له في أحنائه يَنْقدحٍ الشكّ في قَلْبه لأوَّل عارض من شبهة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ‏"‏ أو مَنهوماً باللذّة سَلِسَ القياد للشهوة أو مُغرماً بالجمع والادخار ‏"‏ ليسا من رُعاة الدين ‏"‏ في شيء ‏"‏ أقربُ شبهاً بهما الأنعامُ السائمة كذلك يموت العلم بموت حامِلِيه اللهم بلَى لا تخلو الأرضُ من قائم بحجة الله إما ظاهراً مشهوراً وإما خائفاً مَغموراَ لئلاّ تبطل حًجج الله وبيّناته وكم ذا وأين أولئك ‏"‏ والله ‏"‏ الأقلُّون عدداَ والأعْظمون ‏"‏ عند الله ‏"‏ قدراً بهم يحفظ الله حُجَجَه ‏"‏ وبيِّناته ‏"‏ حتى يُودعوها نُظراءَهم ويَزْرعوها في قلوب أشباههم هَجمَ بهم العِلم على حَقِيقة الإيمان حتى باشَرُوا رُوح اليقين فاستَلانوا ما آستَخْشن المترفون وأنِسوا بما آستَوْحش منه الجاهلون وصَحبوا الدنيا بأبدانٍ أرواحُها مًعَلَّقة بالرَّفيق الأعلى‏.‏ يا كُميل‏:‏ أولئك خُلفاء الله في أَرضه والدُعاة إلى دِينه آه آه شَوْقاً إليهم انصرف ‏"‏ يا كميل ‏"‏ إذا شئت‏.‏[139]
من كلامه فى العقل:
(الإنسان عقل وصورة، فمن أخطأه العقل ولزمته الصورة لم يكن كاملا وكان بمنزلة من لا روح له، ومن طلب العقل المتعارف فليعرف صورة الاصول والفضول، فإن كثيرا من الناس يطلبون الفضول و يضيعون الأصول، فمن أحرز الأصل اكتفى به عن الفضل)[140].
من نصائحه رضى الله عنه:
- قل عند كل شدة لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم تكف وقل عند كل نعمة الحمد  لله تزد منها وإذا أبطأت عليك الأرزاق فأستغفر الله يوسع عليك .
-  الصبر مفتاح الفرج.
- من أراد أن يكون شريفا فليلزم التواضع.
- عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله .
- لاشرف لبخيل ولا همة لمهين.
-  لا سلامة لمن أكثر مخالطة  الناس
- لا كنز أغنى من القناعة.
- لامال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت .
- من كثرت عوارفه كثرت معارفه .
- من أجمل فى الطلب أتاه رزقه من حيث لا يحتسب .
- من كثر دينه لا تقر عينه .
- من فعل ما يشاء لقى ما ساء .
- من استعان بالرأى ملك ومن كابد الأمور هلك .
- من أمسك عن الفضول عد من أصحاب العقول .
- من لم يكتسب بالأدب أكتسب جمالا.
- من حسنت سياسته دامت رئاسته .
- وقال رضى الله عنه الوحدة راحة والعزة عبادة والقناعة غنى والاقتصاد بلغة والعزيزبغير الله ذليل والغنى الشره فقير ولا تعرف الناس الا بالاختبار فاختبر أهلك وولدك فى غيبتك وصديقك فى مصيبتك وذتا اقرابة عند فاقتك و التودد والملق عند عطلتك لتعلم بذلك منزلتك .
- خير الكلام ماقل ودل ولم يمل .
- صحبة الأشرار تولد سوء الظن بالأخيار (وما أكثرها فى هذا الزمان ).
((قال عبد الله بن عباس: ما انتفعت بكلام أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتفعت بكلام كتبه إليَّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ كتب إليَّ:  (أما بعد، فإنَّ المرء يسرُّه إدراك ما لم يكن ليفوته، ويسوءُه فوت ما لم يكن ليدركه، فليكن سرورك بما نِلت من أمر آخرتك، وليكن أسفك على ما فاتك منها، وما نِلت من أمر دنياك فلا تكن به فرِحاً، وما فاتك منها فلا تأسَ عليه جزعاً، وليكن همك ما بعد الموت))[141].
     قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِصَاحِبَيْكَ فَأَقْصِرِ الأَمَلَ، وَكُلْ دُونَ الشِّبَعِ، وَارْقَعِ الْقَمِيصَ، وَانْكُسِ الإِزَارَ، وَاخْصِفِ النَّعْلَ، تَلْحَقْ بِهِمَا)[142].  ومن ( كلامه ) رضى الله عنه يابنى أبذل لصديقك كل المودة ولا تطمئن إليه كل الطمأنينة وأعطه كل الؤاساة ولا تفش له كل الأسرار .
( ومن كلامه المنظوم ) ما نقله صاحب الكنز المدفون[143]:-

أَلا لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَةٍ ***سَأُنبيكَ عَن مَجموعِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاَصطِبارٌ وَبلغَةٌ **    وَإِرشادُ اُستاذٍ وَطَولُ زَمانِ

( ومن كلامه المنظوم ايضا)

وكن معدنا للحلم واصفح عن الأذى ** فإنك لاق ما علمت وسامع
وأحبب إذا أحببت حيا مقاربا ** فإنك لا تدري متى الحب راجع
وابغض إذا أبغضت بغضا مقاربا ** فإنك لا تدري متى البغض رافع

( ومن كلامه المنظوم أيضا )
تغرب عن الأوطان في طلب العلا ** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفـرج هم واكتـساب معـيشة ** وعلـمٌ وآداب وصحبة ماجد
وإن قيـل في الأسـفار ذل ومحنة ** وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد
فمـوت الفتى خير لـه من مقامه ** بدار هـوان بين واش وحاسد

عن جابر رضى الله عنه قال دخلت على على كرم اله وجه فى بعض علاته وقد تغير فلما نظر إلى قال لى: ( يَا ؟ جَابِرُ ؟ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اَللَّهِ عَلَيْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ اَلنَّاسِ إِلَيْهِ فَمَنْ قَامَ لِلَّهِ فِيهَا بِمَا يَجِبُ فِيهَا عَرَّضَهَا لِلدَّوَامِ وَ اَلْبَقَاءِ وَ مَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ وَ اَلْفَنَاءِ)[144] ثم أنشأ يقول :-
ما أَحسَنَ الدُنيا وَإِقبالَها إِذا أَطاعَ اللَّهَ مَن نالَها
مَن لَم يواسِ النَّاسَ مِن فَضلِهِ  عَرَّضَ لِلإِدبارِ إِقبالَها
فَاِحذَر زَوالَ الفَضلِ يا جابِرُ   وَاعطِ مِن دُنياكَ مَن سالَها
فَإِنَّ ذا العَرشِ جَزيلُ العَطا     ءِ يُضَعِفُ بِالحَبَةِ أَمثالَها
قال جابر رضى الله عنه ثم هزنى هزة خيل لى أن عضدى خرجت من كأهلى وقال ياجابر حوائج الناس إليك من نعم الله عليك فلا تملوا النعم فتحل بكم النقم وأعلموا أن خير المال ما أكسب حمدا وأعقب أجرا ثم أنشأ يقول :
 لا تخضعن لمخلوق على طمع                   فإن ذلك وهن منك فى الدين
وأسأل إلهك مما فى خزائنه                       فإنما هى بين الكاف والنون
إنا نرى كل من نرجو ونأمله            من فى البرية مسكين وابن مسكين
ماأحسن الجود فى الدنيا وفى                     الدين وأقبح ممن صيغ من طين
( قال جابر) فهمت أن أقوم قال أنا أقوم معك ياجابر فلبس نعليه وألقى ازاره عن منكبيه وخرجنا نسير حتى وزصلنا إلى جبانة الكوفة فسلم على أهل القبور فسمعت ضجة وهزة فقلت ماهذا ياأمير المؤمنين فقال هؤلاء بالأمس كانوا معنا واليوم فارقونا لا تسل عن أحوالهم فهم أخوان لايتزاورون وأوادا لا يتعاودون ثم خلع نعليه وحسر عن ذراعيه وقال ياجابر أعطوا من دنياكم الفانية لآخرتكم الباقية ومن حياتكم لمواتكم ومن صحتكم لسقمكم ومن غناكم لفقركم اليوم أنتم فى الدور وغدا فى القبور وإلى الله تسير الأمور .
ثم أنشأ يقول :-
سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الدَّوَارِسِ
كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ً
ولم يأكلوا من خير رطب ويابس
أَلاَ خَبِّرُونِي أَيْنَ قَبْرُ ذَلِيلِكُمْ
وَقَبْرُ العَزِيْزِ البَاذِخِ المُتَنَافِسِ[145]
( ومن منظومه ايضا  ) رضى الله عنه :-
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها * تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً * نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ *عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ * ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ * إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ * وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم * وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
حكم وعظات وأمثال[146] متفرقة
-         من كرمت عليه نفسه هان عليه ماله.
-         خير السخاء ما وافق الحاجة .
-         خير جليس فى هذا الزمان الكتاب .
-         لذة العفو أفضل من لذة التشفى .
-         من مدح رجلا بما ليس فيه فقد بالغ فى ذمه .
-         العاقل من عقل لسانه والجاهل من جهل قدره .
-         الحياء حسن ولكنه فى النساء أحسن.
-         جالس الكبراء وخالط الحكماء وسائل العلماء .
-         الوحدة خير من جليس السوء .
-         لكل داخل هيبة فإبدأوا بالتحية .
-         القلب الفارغ موكل بالشهوات والأمانىز
-         الوقت كالسيف إن لم لم تقطعه قطعك .
-         الخلاف يهدم الرأى .
-         من حاسب نفسه ربح .
-         من قوى هواه ضعف حزمه .
-         من أكثر مواهب الله لعبده القناعة .
-         الأمانة كنز لايفنى .
-         لا تتفكهوا بأعراض الناس فشر الخلف الغيبة (وماأكثر ذلك فى هذا الزمان ).
-         عتب أخاك بالإحسان إليه.
-         الفرصة سريعة والفوت بطيئة العود.
-         خير الناس أنفعهم للناس .
-         أخوان السوؤ كشجرة النار يحرق بعضهم بعضا .
-         لا تطلب من الجزاء الا بقدر ما صنعت .
-         من لم تأدبه المواعظ أدبته الحوادث.
-         من مشى مع ظالم فقد أجرم .
-         من اليقظة إظهار الغفلة مع شدة الحذر .
-         من لم يتعرض للنوائب تعرضت له .
-         فم الحكيم فى قلبه وقلب الجاهل فى فمه .
-         خير الأصحاب من يدلك على الخير .
-         لا تنفق الابقدر ما تستفيد .
-         كتمان السر يعقب السلامة .
-         أحسن إلى جارك ولو أساء إليك .
-         كل أمرىء يعرف بقوله ويوصف بعمله .
-         من لم يركب الأهوال لم ينال الآمال.
-         الفضل ما شهدت به الأعداء .
-         لاترزح الزمام إلى الأمام .
-         إذا أكرمت الكريم ملكته .
-         كثرة الضحك تميت القلب .
-         إذا وعظت فاوجز .
-         من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه .
-         العفة مع الفقر خير من الغنى مع الفجور .
-         على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح .
-         من هتك حجاب غيره انكشفت عورت بيته .
-         خير الصدقات تربية الأولاد .
-         المفلس من اتبع نفسه هواها .
-         كاد الفقر أن يكون كفراً.
-         كرم المرء فى تواضعه .
-         من وطن نفسه على أمر هان عليه.
-         لاخير فى لذة تعقب ندما.
-         الدنيا بالأموال والآخرة بالاعمال.
-         الأخلاق الفاضلة ثمرة العقول الراجحة.
-         من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ العلم شجرة ثمرتها العمل .
-         العفة مع الفقر خير من الغنى مع الفجور .
-         على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح .
-         من هتك حجاب غيره انكشفت عورته .
-         خير الصدقات تربية الأولاد المفلس من اتبع نفسه هواها .
-         كاد الفقر أن يكون كفرا .
-         كرم المرء فى تواضعه .
-         من وطن نفسه على أمر هان عليه.
-         لاخير فى لذة تعقب ندما.
-         الدنيا بالأموال والآخرة بالأعمال .
-         الأخلاق الفاضلة ثمرة العقول الراجحة.
-         من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ .
-         العلم ثمرة شجرتها العمل نصح الصديق تأديب ونصح العدو تأنيب.
-         الصبر والثبات مطية النجاح .
-         إياك والطمع فإنه مطية النجاح .
-         دليل عقل المرء قوله ودليل أصله فعله .
-         عدو عاقل خير من صديق جاهل أنظر إلى من هو دونك تهن عليك همومك.
-         لا ترقب ما لم يأت ولا تيأس على ما فات عقل المرء مخبوء تحت لسانه.
-         الرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل.
-         لا يصلح للسر لسانان وأربعة آذان .
-         قد تقتضبك الشجاعة أن تجبن ساعة .
-         لاتدرك الراحة الا بالتعب.
-         خير إخوانك من واساك .
-         قليل يكفيك خير من كثير يرديك .
-         لا تقل بغير تفكير ولا تعمل بغير تدبير .
-         أصدق اناس الثابت على توبته .
-         العذر الجميل خير من المطل الطويل .
-         أغنى الناس من قنع بما تيسر له .
-         لا سيبف كالحق ولا عون كالصديق .
-         ما عفا رجل من مظلمة الا زاده الله ها عزا .
-         الصدق رأس الفضائل .
-         إذا لم تستحى فإصنع ما شئت .
-         لا صديق لمن أراد صديقا لاعيب فيه .
-         من جار على صباه جارت عليه شيخوخته .
-         شيئان لا تعرف قدرهما الا بعد ذهبهما الصحة والشباب .
-         أخرجو حق الضعيف المرأة واليتيم .
-         عليكم بالشفائين العسل والقرآن الكريم ( حديث).
-         اثنان قل مايوجدان : أخ فى الله ودرهم من حلال.
-         عافية الانسان فى شيئين استغناؤه عن الحاكم والحكيم .
-         النبل  شئئان : الحلم عند الغضب والعفو عند القدرة .
-         الطاعة أقوى حرز والقناعة أقوى عز .
-         الحق أقوى ظهير والباطل أضعف نصير .
-         اخلاص التوبة يسقط العقوبة .
-         ابغض خلق الله إليه يوم القيامة هم المستكبرون .
-         احسان النية يوجب المثوبة.
-         أملك زمام نفسك حين تزعجك الأمور .
-         الصدق رأس الدين والزهد أساس اليقين .
-         من عرف الله تمت معرفته .
-         التقوى خير زاد والدين أقوى عماد .
-         المجاملة أحب ضرورب الرياء إلى الناس .
-         الغضب ريح تهب فتطفىء سراج العقل .
-         النصيحة أعظم نقد متداول بين الناس .
-         إذا قالت الزوجة إننى أثق بزوجى فهى تعنى أنها واثقة بنفسها ز
-         الجمال للمرأة كالمال للرجل – قوة وسلطان.
-         من اتسع صدره استحق الرئاسة.
-         الحق ما أجمله حين يعترف به الإنسان .
-         من أنفق ولم يحسب هلك ولم يدر .
-         تأمل ماضيك تصن حاضرك .
-         أبعد ما يكون العبد من الله أن يكون همه بطنه .
-         عبدة الشهوة أذل من عبد الرق .
-         الحق نور من السماء ورحمة إلى الأرض .
-         الحق صوت الضمير ونداء الواجب.
-         الحسد والحرص وحب الدنيا : هم أصول الشر .
-         المقت يورث الكبر والظلم والبخل .
-         السعادة فى المرأة الصالحة والمسكن الواسع.
-         ظن العاقل أصح من يقين الجاهل .
-         أترك همومك لرب السماء يعولك .
-         كما حسنت نعمت الجاهل زاد قبحا فيها .
-         أحق الأسرار بالصيانة سرك مع مولاك .
-         حق كل سر أن يصان .
-         لاتسىء إلى من أحسن إليك .
-         يستدل على عقل الرجل  قلة كلامه .
-         حياة بلا أمل كزرع بلا ثمر .
-         ليس من عادة الكرام سرعة الانتقام .
-         الحاسد يرى زوال نعمتك نعمة عليه .
-         المؤمن إذا نظر إعتبر وإذا سكت تفكر.
-         التكبر على المتكبرين هوالتواضع بعينه.
-         إذا لم تعرف الشر فلن تقدر قيمة الخير.
-         خيار الناس يترفعون عن ذكر معائب الناس .
-         أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب .
-         عار النساء باق يلحق الأبناء بعد الآباء .
-         العلم أفضل الكنوز وأكملها .
-         من لم يقهر جسده كان جسده قبر لنفسه.
-         العقل غريزة تربيتها التجارب.
-         المرء بأصغريه عقله ولسانه .
-         المرأة والطفل الصغير يحسبان الرجل على كل شىء قدير .
-         لاهم إلا هم الدين ولا وجع العين .
-         أثنان لايدخلون الجنة : الديوس والرجلة من النساء.
-         الفرص لا تسنح إلا لمن يبحث عنها.
-         من أقرض الصديق مالا أضاع اثنين .
-         أربعة يسود بهن الرجل – الصدق والعفة والأمانة والخلق.
-         الغرور نعمة من الله لصغار النفوس .
-         الرضا بالكفاف يؤدى إلى العفاف.
-         ما عفا الرجل عن مظلمة الا زاده الله بها عزا .
-         لا تستح من إعطاء القليل فالحرمان أقل منه .
-         الصمت آية الفضل .
-         لاينبغى للعاقل أن يمدح إمرة حتى الموت .
-         أحسن مافى الئيم أن يكف عنك أذاه .
-         المعتذر منتصر والمعاتب مغاضب .
-         أذل الناس المعتذر إلى اللئيم .
-         اللئيم يقسو إذا لوطف .
-         آفة الدين ثلاثة : عالم فاجر وامام جائر ومجتهد جاهل .
-         الشؤم فى ثلاث : المرأة والدار والفرس .
-         ارحموا عزيز قوم ذل وغنى قوم افتقر.
-         افضل المؤمنين اسلاما من سلم المسلمون من لسانه .
-         إذا اراد الله بعبد الهمه الطاعة والزمه القناعة وفقهه فى الدين وعضده باليقين فاكتفى بالكفاف واكتسى بالعفاف وإذا اراد به شرا حبب إليه المال وبسط منه الآمال وشغله بدنياه ووكله ‘لى هواه فركب الفساد وظلم العباد.
-         الثقة بالله أزكى عمل والتوكل عليه أوفى عمل.
-         من لم يكن له من دينه واعظ لم تنفعه المواعظ كل يحصد مازرع ويجزى بما صنع .
-         لايغرنك صحة نفسك وسلامة أمسك فمدة العمر قليلة وصحة النفس مستحيلة .
-         من أطاع هواه باع دينه بدنياه .
-         ثمرة العلوم العمل بالمعلوم .
-         من رضى بقضاء الله لم يسخطه أحد ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد .
-         أفضل النس من لم تفسد الشهوة دينه .
-         خير الناس من أخرج الحرص من قلبه وعصى هواه فى طاعة ربه .
-         نصرة الحق شرف زنصرة الباطل صرف .
-         البخيل حارس نعمته وخازن لورثته .
-         إذا ذهب الحياء حل البلاء .
-         علم لاينفع كدواء لاينجع .
-         من جهل المرء أن يعصى ربه فى طاعة هواه ويهين نفسه فى إكرام دنياه .
-         لايكمل للإنسان دينه حتى يكون فيه أربع خصال – يقطع رجاءه فى أيدى الناس ويسمع شتم نفسه ويصبر ويحب للناس مايحب لنفسه ويثق بالله .
-         أياك والحسد فإنه يفسد الدين ويضعف اليقين ويذهب المروءة .
-         أربعة تؤدى إلى أربعة – الصمت إلى السلامة والبر إلى الكرامة والجود إلى السيادة والشكر إلى الزيادة .
-         من ملك نفسه عند أربعة حرمه  الله على النار  - حين يغضب وحين يرغب وحين يرهب وحين يشتهى .
-         كلام المرء بيان فضله وترجمان عقله فأقصره على الجميل واقتصر منه على القليل .
-         من منى بمعروفه سقط شكره – ومن أعجب بعمله حبط أجره .
-         من كبرت همته كثرت قيمته .
-         من ساء خلقه ضاق رزقه .
-         أفضل المعروف إغاثة الملهوف .
-         من تمام المرء أن تنسى الحق لك وتذكر الحق عليك وتستكبر الإساءة منك وتستصغرها من غيرك .
-         من لم يرحب العبرة سلب النعمة.
-         جرح الكلام أصعب من جرح الأجسام.
-         من سكت عن جاهل فقد أوسعه جوابا أو أوجعه عتابا.
-         من أمات شهوته أحيا مروءته .
-         القليل من التدبير أبقى من الكثير من التبذير .
-         إذا استشرت الجاهل اختار لك الباطل .
-         الحازم من حفظ مافى يده ولم يؤخر شغل يومه لغده .
-         الكذوب متهم وإن صدقت لهجته ووضحت حجته .
-         من أعظم الذنوب تحسين العيوب.
-         إذا ملك الأرازل هلك الأفاضل .
-         أجهل الناس من قل صوابه وكثر إعجابه .
-         أظهر الناس نفاقا من أمر بالطاعة ولم يأتمر بها ونهى عن المعصية ولم ينته عنها .
-         شر ماصحب المرء الحسد .
-         أختار العلماء اربع كلمات من أربع كتب – فمن التوراة قنع شبع – ومن الإنجيل من اعتزل نجا – ومن الزبور من سكت سلم ومن القرآن من يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم واجتمعت حكماء العرب  والعجم على أربع كلمات هى :- لا تحمل بطنك مالا تطيق ولا تعمل عملا لاينفعك – ولا تغتر بأمرأة ولا تثق بمال ولو كثر .                           


[1]متفقٌ عليه .  
[2] صحيح مسلم. رقم الحديث: 1078.
[3] أخرجه الطبراني فى الأوسط (2/358 ، رقم 2224) . وأخرجه أيضًا : فى الصغير (1/91 ، رقم 121) ، والخطيب (4/305).
[4] – رواه الطبرانى فى الكبير رقم الحديث: 9689.
[5] ابن حبان في صحيحه، (موارد برقم 19).
[6] رواه أحمد رقم الحديث: 21685 .
[7] – رواه الطبرانى فى الكبير والصغير.
[8] – رواه أحمد والنسائى والطبرانى .
[9] قال الحاكم صحيح الإسناد .
[10] رواه مسلم رقم الحديث: 338.
[11] سورة البقرة الآية: 159-160.
[12] مسلم رقم الحديث: 346.
[13] صحيح مسلم رقم الحديث: 340.
[14] مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث: .502 .
[15]  صحيح البخارى رقم الحديث: 6905.
[16]  مسند ابو يعلى الموصلى رقم الحديث: 4064.
[17] صحيح أبي داود ، رقم  -429 رواه الطبرانى باسناد جيد .
[18]  المعجم الصغير للطبرانى رقم الحديث: 597 .
[19] رواه الطبرانى فى المعجم الكبير “ ( 10425 ).
[20] سورة العنكبوت الآية : (45).
[21] ًالمعجم الكبير -  3 / 106 / 2  -  لطبراني .
[22] رواه الطبرانى فى الأوسط رقم الحديث: 2350 .
[23] سورة آل عمران الآية 19.
[24] سورة النساء الآية: 125.
[25] رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (22/377) .
[26] رواه الترمذي في الجامع (رقم1652) والإمام أحمد في المسند (424).
[27] – رواه أحمد.
[28]  المعجم الكبير للطبراني رقم الحديث: 7406.
[29]  رواه البخارى رقم الحديث: 1327.
[30] النوحيد لابن خزيمة  رقم الحديث: 76.
[31] جامع الترمذي رقم الحديث: 598.
[32] سورة البقرة آية 276.
[33] سورة التوبة آية 104.
[34] رواه ابن حيان رقم الحديث: 3399.
[35] أخرجه الطبراني في الأوسط (5/278).
[36]  سنن ابن ماجة رقم الحديث: 1071.
[37] رواه مسلم رقم الحديث: 5264 .
[38]  رواه البخارى رقم الحديث: 5990.
[39]  مسند ابويعلى الموصلى رقم الحديث: 79.
[40] أخرجه ابن حبان في صحيحه.
[41] رواه  أحمد رقم الحديث: 18323.
[42] شعب الإيمان للبيهقي  رقم الحديث: 3281.
[43] شعب الإيمان للبيهقي رقم الحديث: 3282.
[44] رواه ابن ماجه (2430) الترغيب فى التيسير على المعسر وأنظاره والوضع عنه.
[45] رواه مسلم رقم الحديث: 2931.
[46]المعجم الأوسط للطبراني رقم الحديث: 4732 .
[47]  رواه مسلم رقم الحديث: 2925.
[48]مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث: 8531 .
[49] صحيح مسلم 2699.
[50] مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث: 4609.
[51] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير الصفحة أو الرقم 8538 .
[52] كتاب قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا رقم الحديث: 103.
[53] مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث: 21965.
[54] المعجم الكبير للطبراني رقم الحديث: 894.
[55] رواه الترمذي وابن الأعرابي في معجمه والقضاعي في مسنده وغيرهم وإسناده صحيح. – رواه الطبرانى فى الأوسط.
[56] . رواه البخاري في (الزكاة) باب قول الله تعالى: (فأما من أعطى واتقى) برقم (1442)، ومسلم في (الزكاة) باب في المنفق والممسك برقم(1010).
[57] رواه مسلم رقم الحديث: 1724 و الترمذى رقم الحديث: 2278.
[58] سورة يونس آية 25.
[59] سورة الليل آية 1-3.
[60] سورة الليل آية 10.
[61]   شعب الإيمان للبيهقي رقم الحديث: 3136.
[62] رواه الطبراني في الأوسط، وقال: تفرد به سعيد بن زياد أبو عاصم.
[63] (الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني)  (1/156) - أحمد بن غنيم بن سالم بن مهنا النفراوي الأزهري المالكي
[64] نزهة المجالس ومنتخب النفائس  (1/391) – الصفوري.
[65] روى مسلم في كتاب الفتن باب في صفة الدجال ما يدل على وجود الخضر وبقاءه حيا إلى زمن الدجال فقد روى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال ، فكان فيما حدثنا قال : " يأتي وهو محّرم عليه أن يدخل نقاب المدينة ، فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا ، قال : فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه : والله ! ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن ، قال : فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه " ، قال أبو إسحاق هذا الرجل هو الخضر عليه السلام (الإصابة - ج1 ص114) .
[66] قال النووي في شرحه لصحيح مسلم في حاشية الصفحة المذكورة : " ( قال أبو إسحاق ) أبو إسحاق هذا هو إبراهيم بن سفيان ، راوي الكتاب عن مسلم ، وكذا قال معمر في جامعه في إثر هذا الحديث كما ذكره ابن سفيان ، وهذا تصريح منه بحياة الخضر عليه السلا م وهو الصحيح " .وأورده ابن حبان في صحيحه مع اختلاف في الألفاظ ، وأضاف بعدها ابن حبان قوله : قال معمر : يرون أن الرجل الذي يقتله الدجال ثم يحييه الخضر ، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح (البداية والنهاية - ج1 ص383).
[67] سورة محمد الآية: 19.
[68] سورة النصر الآية : 3.
[69] سورة ابراهيم الآية: 41.
[70] رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (3/234).
[71] الدعاء للطبراني رقم الحديث: 1702 .
[72] مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث: 22871 ، 
[73] مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث: 9596 ،
[74] مشيخة أبي الحسين بن المهتدي بالله رقم الحديث: 23 أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله .
[75] البغوي - شرح السنة.
[76] أخرجه أحمد في "مسنده " ( 1 / 10 / 56 )، وأبوداود في " سننه " ( 2 / 86 / 1521 ) ،).
[77] رواه أحمد في مسنده 2/165, 219, والبخاري في الأدب المفرد رقم 380.
[78] سنن أبي داود - بالرقم: 1514، عون المعبود شرح سنن أبي داود ص 278 -" 357 - باب في الاستغفار.
[79] المجالس العشرة للخلال  رقم الحديث: 80.
[80] شعب الإيمان للبيهقي رقم الحديث: 1863 . 
[81] سورة غافر الآية : 60.
[82] سورة الأعراف الآية : 55.
[83] سورة البقرة الآية:186 .
[84] رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
[85] الدعاء للطبراني رقم الحديث: 29.
[86] رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه.
[87] مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث: 9967.
[88] المستدرك على الصحيحين رقم الحديث: 1751.
[89] رواه الترمذي في جامعه 3382.
[90] المستدرك على الصحيحين رقم الحديث: 1745.
[91] كذا كما ورد فى كتاب الحصن الحصين  .
[92] سنن  الترمذي 3371.
[93]  سنن  الترمذي3372.
[94] رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (1797).
[95] أخرجه أحمد (1/170 ، رقم 1462) ، والترمذي (5/529 ، رقم 3505).
[96] رواه ابوداؤد رقم الحديث: 1316.
[97] شرح النووي على مسلم   2732.  - يحيي بن شرف أبو زكريا النووي.
[98] الدعاء للطبراني  " رقم الحديث: 17.
[99] رواه الترمذي في الدعوات (3295) ، وابن ماجه في الدعاء (3817)  .
[100] أخرجه الترمذي (5/517 ، رقم 3479). والحاكم (1/670 ، رقم 1817).
[101] الحلية رقم الحديث: 11902.
[102] رواه مسلم ( 757 ).
[103] سورة الكهف 107.
[104] أخرجه مالك (1/214 ، رقم 498) ، وأحمد (2/487 ، رقم 10318) ، والبخاري (1/384 ، رقم 1094) ، ومسلم (1/521).
[105] جامع الترمذي رقم الحديث: 2395.
[106] مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث: 15380.
[107] خزينة الأسرار ص:201-202 - السيد محمد حقي النازلي.
[108] رواه مسلم (384) .
[109] نهج البلاغة للشريف الرضى الصفحة 864 – حكمة 351.
[110] تاريخ جرجان للسهمي رقم الحديث: 619 - حمزة بن يوسف السهمي.
[111] الدميرى عن شفاء الصدور لابن سبع.
[112] الحاوي للفتاوي صفحة رقم 39 -  للسيوطى .
[113] ً الفتاوى الحديثيه للسخاوى ج 2 ص 660 سؤال رقم 174.
[114]رواه ابن منده في " الفوائد " (ص/82)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (3/111) ، و"حياة الأنبياء" (29) ، ومن طريق البيقهي : ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (54/301) ، وعزاه السيوطي في " الحاوي " (2/140) للأصبهاني في " الترغيب ".

[115] يقول السّيوطي في تعريف المثل نقلاً عن المرزوقي صاحب كتاب « شرح الفصيح » إنّه: ( جملةٌ من القول مقتضبةٌ من أصلها أو مرسلةٌ بذاتها، فتتّسم بالقَبول وتشتهر بالتّداول فتنتقل عمّا وردت فيه إلى كلِّ ما يصحّ قصده بها، من غير تغييرٍ يلحقها في لفظها وعمّا يوجّه الظّاهر إلى أشباهه من المعاني، فلذلك تُضرب وإن جُهلت أسبابها التّي خرجت عليها، واستُجيز من الحذف ومضارع ضرورات الشّعر فيها ما لا يُستجاز في سائر الكلام المزهر في علوم اللّغة وأنواعها، الجزء الأوّل، ، ص 486- السّيوطي.
[116]  يقول فيه  الشريف الرضى فى مقدمة كتاب نهج البلاغة وقال: كان أميرالمؤمنين(على) عليه السلام مشرَعَ الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها، وعنه أخذت قوانينُها، وعلى أمثلته حذا كلّ قائل خطيب ، وبكلامه استعان كلّ واعظ بليغ. ومع ذلك فقد سبق وقصروا، وتقدم وتأخروا، لأنّ كلامه عليه السلام الكلامُ الذي عليه مَسْحة من العلم الإلهي، وفيه عَبْقَة من الكلام النبوي...
[117] سورة البقرة آية 274.
[118]  أسباب النزول رقم الحديث: 83- أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي.
[119] الشبلنجي , مؤمن بن حسن مؤمن , نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار , الدار العالمية , بيروت , الطبعة الأولى 1985 , ص137 (فصل في ذكر مناقب سيدنا علي بن أبي طالب ).
[120] تفسير ابن كثير 4 / 647 ( دار الكتب العلمية - بيروت 1406 ه‍ / 1986 م ) .
[121] المستدرك على الصحيحين - ج3 ص126.
[122] ) سورة الرعد الآية:7.
[123] تفسير ابن كثير ج2 / ص52.
[124] نظم الدرر السمطين ص89 للحافظ جمال الدين محمد المدني الحنفي.
[125] شواهد التنزيل:2/381 ، بسندين إلى ابن عيينة ، برقم (1030و1031).
[126] ماأخرجه الترمذى من كتاب المناقب تحت الرقم : " 3802 " من سننه : ج 5 ص 299.
[127] السنن الكبرى للنسائي رقم الحديث: 8112.
[128] الصواعق المحرقة ص73، ورواه محمّد بن طلحة فى مطالب السؤل ص77.
[129] مسند أبي يعلى الموصلي رقم الحديث: 758.
[130] البخاري 5/19 - مسلم 2/360 - الترمذي 5/304 - - ابن ماجة 1/28 - مسند أحمد 3/328.
[131] مستدرك رقم الحديث : ( 4699 ).
[132] تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 1/51.
[133] فتح الباري شرح صحيح البخاري المؤلف : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي.
[134] الإمام أحمد بن حنبل : كتاب فضائل الصحابة 2 / 654 - حديث رقم 1114 ( بيروت 1983 ).
[135] المستدرك للحاكم 3 / 107.
[136] السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 171 ، الصواعق المحرقة 196.
[137] الكلماتُ المِائةُ من حِكَمِ أمير المؤمنين الإمامِ عليّ بنِ أبي طالبٍ - عمرو بن بحر الجاحظ
[138]    إنَّ المسلم يجب أن يعرف أنَّ كل ما يتعلّمه  من العلوم والمعارف والفنون ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية وقواعدها يعتبر مأموراً به ومشجعاً عليه و له أجر عندالله  تعالى فمن يتعلَّم صناعة الأسلحة لتدافع بها الشعوب المسلمة عن دينها وأوطانها أفضل ممن لايعرفها، والذي يتعلم علم الطب ويعالج مرضى المسلمين أرفع درجة ممن لا يقدم شيئاً للأمة، ومن لديه خبرة ومعرفة بتقنية العصر (الكمبيوتر والإنترنت) ويجيد فن استخدامها والاستفادة منها في الذب عن الإسلام، ويساهم في إيصال كلمة الحق إلى الآفاق في عصر العولمة خير من غيره وهكذا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنّ هذا الخير خزائن ، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر. وويل لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للشر، مغلاقاً للخير) ( رواه ابن ماجه).    
[139] العقد الفريد/الجزء الأول/21 - لابن عبد ربه.
[140] العقل والجهل في الكتاب والسنة - محمد الريشهري – الصفحة53.
[141] عن العقد الفريد: 2/ 322 كتاب الزمردة في المواعظ.
[142] الجوع لابن أبي الدنيا رقم الحديث: 24.
[143]الكنز المدفون والفلك المشحون: جلال الدين عبد الرحمن السيوطي  .
[144] نهج البلاغة - خطب الإمام علي- ج ٤ – الصفحة.
[145] نهج البلاغة لعبده 3 / 242 ك 372 .
[146] وفي المعجم الوجيز (المثل):الشبه والنظير، (المثل)جملة من القول مقتطفة من كلام او قائمة بذاتها تنقل ممن وردت فيه الى ما يشابهه دون تغير مثل:(الرائد لايكذب اهله ) وقد استخدمه القرآن في غير آية بلاغة وفصاحة وايضاح لكل ذي حجر, انه لسان عربي مبين نزل به الروح الأمين، وطوبي لمن علم وعقل وتدبر الحكمة التي ضرب الله فيها الأمثال في القرآن. يقول تعالى:(وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون)-(العنكبوت/43).(كذلك يضرب الله للناس امثالهم)-(محمد/3).   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق